تأثير تغيرات أسعار صرف العملة على أعمالك

 الاعتقاد الشائع بأن أسعار صرف العملة تهم المصرفيين أو كبار المستوردين فقط هو اعتقاد خاطئ تماماً لأنها تؤثر على كافة الأعمال.

وعلى سبيل المثال يمكن النظر إلى مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كنموذج على التأثير العابر للعملات بعد تراجع الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، وهو ما أثر على شركات خارج أوروبا في بلدان تبعد آلاف الكيلومترات عن لندن.

لذا فإن مخاطر العملات على الأنشطة التجارية لم تعد محلية فقط، بل أصبحت عابرة للقارات، حيث يمكن أن تتكبد خسائر أو تنخفض أرباحك على نحو مفاجئ بسبب تقلبات في عملة لدولة في قارة أخرى غير قارتك.

ما هي المخاطر؟

إن التغير في أسعار صرف العملة يتسم بمخاطر تتمثل في تغير نسبي بقيمة العملات، وهو ما يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على الإيرادات والمصروفات، أو السيولة النقدية، أو الأرباح.

من الأكثر عرضة لمخاطر تغيرات أسعار صرف العملات؟

• الأنشطة التجارية المحلية

إذا كنت تدير نشاطاً تجارياً محلياً في الأردن على سبيل المثال، وكل منتجاتك أو خدماتك تنتج محلياً، وكل عملائك محليين، وتحصل أموالك بالعملة المحلية، في هذه الحالة أنت في أمان ولن تتأثر كثيراً بأية تقلبات في أسعار الصرف.

أما إذا كنت تحصل أرباحك بالعملات الأجنبية، أو تستورد خامات بالعملة الصعبة، أو غيرها من التعاملات التي تتضمن عملات أجنبية ففي هذه الحالة ستتأثر بشكل مباشر وفعلي بالتقلبات السعرية للعملات الأجنبية.

• المستوردين والمصدرين

إذا كنت تمتلك نشاطاً تجارياً في مصر، ولكن منتجاتك يتم تجميعها أو تصنيعها في اليابان على سبيل المثال، وتدفع تكاليف الإنتاج بالين الياباني، فأي تغير في سعر صرف الين الياباني صعوداً وهبوطاً يؤثر في أرباحك وخسائرك بشكل فوري وبأثر مباشر.

أما إذا كنت تصدر بعض السلع إلى دول مثل دول الخليج وحدث انخفاض في سعر صرف الجنيه أمام العملات المحلية لهذه الدول، فهذا يمكن أن يحقق لك هامش من الأرباح بسبب فارق سعر الصرف أو حصول المنتج على أفضلية في السعر. 

لكن حال ارتفاع الجنية بشكل كبير أمام العملة المحلية لتلك الدول، فإنك ستواجه خسائر بقدر الفارق الذي يحدث في سعر الصرف، أو بسبب ارتفاع التكلفة النسبي الذي يلزمك برفع أسعار البيع وبالتالي خسارة ميزة السعر الأقل.

• الشركات متعددة الجنسيات

 في حالة الشركات متعددة الجنسيات التي تدير عمليات ومقرات في أكثر من دولة بجانب الدولة الأم، تحقق هذه الشركات تدفقات نقدية يومية بعملات متنوعة مثل الدولار واليورو والين وغيرها من العملات في أكثر من قارة. 

وبالتالي تتأثر هذه الشركات بحركة أسعار العملات صعوداً وهبوطاً لعملة أو أكثر في نفس الوقت، لذا تعتمد هذه الشركات على حساب المخاطر المتعلقة بحركة أسعار الصرف. 

طرق وآليات تجنب المخاطر

سواء كنت تدير أعمالاً صغيرة أو شركة ضخمة، يجب عليك دائما الاعتماد على استشارات متخصصة لتقييم وإدارة مخاطر تقلب أسعار صرف العملة، كما يمكن محاولة تجنب أو تخفيف آثارها خلال عدة طرق وآليات:

• يجب إنشاء واستحداث إدارة داخلية تحت مسمى "إدارة المخاطر" لتحليل المخاطر المحتملة ووضع الخطط المناسبة لمواجهتها.
   

• تحويل كافة المصروفات إلى العملة الأكثر استقراراً سواء كانت محلية أو أجنبية لضمان أقل هامش من المخاطرة.
   

• تتعدد مخاطر سعر الصرف لأصحاب الأعمال حيث يمكن حدوث تغير مفاجئ في أسعار الصرف قد تأثر سلبياٍ على ميزانيتك، بعض الحلول لذلك هو رفع سعر خدماتك بنفس النسبة بحيث تعوض الخسائر بشكل فوري ومباشر، لكن مع تجنب خسارة العملاء لذا يجب أن تكون الخطوة محسوبة جدا.
   

• حدد العملية الأساسية سواء كانت أجنبية أو محلية والعملات الفرعية وضع هامشاً للتغير خلال العام القادم من خلال دراسة السوق والبيانات المصرفية الرسمية في الدولة التي تعمل فيها أو من خلال تحليلات دقيقة لحركة السوق وغيرها من العوامل التي يجب وضعها في الاعتبار، وتضمين هذه الأرقام في الميزانية.
   

• إذا كنت شركة محلية صافية لكنها تدير بعض التعاملات بالعملة الصعبة مثل دفع رواتب أو تكلفة استيراد وغيرها فعليك تضمين هامش للخسائر تحسباً لتغير سعر الصرف.